Insert text here

الدرَّاجة الهوائية ومستقبَل التنقُّل

المعرض السابق

أصبح التوفيق بين مفهوم التنقُّل والاستدامة ركيزة لغدٍ أكثر مراعاة للبيئة في ظلِّ حِقبة زمنية يُهيمن عليها التمدُّد المتسارع للتجمُّعات الحضرية بينما نواجه تحديات بيئية متزايدة، ولذلك يُمثِّل معرض "الدرَّاجة الهوائية ومستقبَل التنقُّل" دعوة للزوار لكي يتساءلوا عن الشَّكل الذي سيكون عليه مجال النقل والتنقُّل في القادم من السنوات.

المشاركة مع صديق

يُركِّز المعرض على الدراجة الهوائية، هذا الابتكار التكنولوجي الذي يعود تاريخه لمئتي سنة خَلَت، وكان بمثابة شرارة البداية لتطوير كل أشكال التنقُّل بالطاقة، ولربما يحمل في ثناياه سرَّ مستقبله.

يضمّ المعرض عدة أقسام تسبر تطوَّر الدراجة الهوائية من أداة نقل أتت لتحلَّ مكان الحصان أول الأمر، وصولاً إلى أولى أشكال العَرَبات القديمة المتحرِّكة بدون حصان، ومروراً بالكثير من الابتكارات التكنولوجية وتطوير المواد المستخدَمة في صناعتها، وصولاً إلى الأشكال المختلفة التي أخذتها هذه الاختراعات.

أما القسم الأخير فيستعرض النقلة التي نشهدها نحو أشكال مستدامة من التنقُّل في قطر، والمسؤولية المُلقاة على عاتقنا في سبيل تحويل ذلك إلى حقيقة. فمن خلال تسليط الضوء على الحلول المتاحة الآن مثل المركبات الكهربائية الشخصية الصغيرة والخفيفة ووسائل النقل العامة، يُمثِّل المعرض نافذة أمام الزوار كي يُطلقوا العنان لفكرهم الإبداعي وتخيُّل ما يمكن أن يصبح عليه مستقبل النقل والتنقُّل في البلاد.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع كولناجو، طراز: سي 35، إيطاليا، حوالي 1989، المواد: ألياف الكربون، فولاذ، مطاط، جلد، ملكية متاحف قطر.

من الدراجات الهوائية إلى السيارات واختراعات أخرى

تعود جذور نشأة الدراجات إلى أزمة مناخية حصلت عام 1815 نتيجة ثوران بركان جبل تامبورا في إندونيسيا والذي أدى إلى انخفاض حادّ في درجات الحرارة حول العالم وتلف المحاصيل ونفوق الماشية، وهو ما شَمِل الأحصنة في أرجاء أوروبا. دفع ذلك المهندس الألماني كارل درايس إلى اختراع ما أُطلق عليه اسم "الآلة الراكضة" التي وبالرغم من اعتبارها ابتكار فاشل آنذاك، إلا أنها شكَّلت مصدر إلهام لعدد لا يُحصى من الابتكارات التكنولوجية والاجتماعية والحَضَرية.

يَعتبر الخبراء حالياً أن اختراع الدراجة الهوائية شكَّل تطوراً في تاريخ السيارات أكثر أهمية من اختراع محرِّك الاحتراق الداخلي، حتى أن العديد من المواد وتقنيات الإنتاج التي استُخدمت لاحقاً في تصنيع السيارة يعود أصلها إلى الدراجة. فآلية نقل الحركة بالسلاسل والإطارات القابلة للنفخ وميكانيكا المَحْمَل الدحروجي وعجلات الأسلاك المشدودة وتقنيات دمغ الفولاذ المتطورة واللحام بالنحاس، ظهرت بفضل صناعة الدراجات التي ازدهرت في ثمانينات القرن التاسع عشر.

ولم يقتصر انتقال تقنيات تصميم الدراجات الهوائية إلى مهندسي السيارات العاملين لدى شركات مثل جي إم سي وفورد ورولز رويس وروفر، بل وظَّفها كذلك رائدا صناعة الطائرات في أمريكا، الأخوين رايت، اللذين صمَّما وصنَّعا وقادا أول نموذج ناجح لطائرة تعمل بمحرِّك.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع مانوفرانس، طراز: إيرونديل سوبيرب، فرنسا، حوالي 1890، المواد: فولاذ، مطاط، جلد، ملكية متاحف قطر.

مختبر للهندسة والتكنولوجيا

أدّت العلاقة الشخصية جداً التي تجمع بين الدراجة الهوائية وراكِبها، بالإضافة إلى البساطة التي تمتاز بها، إلى عدد لا يُحصى من الابتكارات التكنولوجية التي لم تقتصر على الدراجة فحسب، بل شملت مَرْكَبات مختلفة. فمن مجموعة الدفع وصولاً إلى المواد المستخدَمة في تصنيع السيارات والطائرات، لطالما كانت الدراجات محفِّزاً للاختراعات منذ مطلع القرن التاسع عشر.

بدءاً من أول نماذج الدراجات، كانت الرغبة بتصميم طرازات تروق لشريحة واسعة من المستخدِمين بمثابة عامل جوهري أدّى لإدخال تحسينات على مستوى الكفاءة والراحة، ويشمل ذلك أن تكون ملائمة لزيّ السيدات خلال العصر الفيكتوري عندما كانت التنورة فيه هي خيار اللباس الأول لهن. وبفضل تبني تصميم مفتوح لهيكل الدراجة ومجموعة الدفع، أصبح ركوبها والترجُّل منها أكثر سهولة نتيجة عدم وجود سلسلة، وهو ابتكار أحدث ثورة في سهولة ركوب الدراجة منذ القرن التاسع عشر ولا يزال مستخدَماً إلى يومنا هذا.

وسواء تعلّق الأمر باستخدام الإطارات الهوائية أو ابتكار نظام التعليق، أدّت التحسينات على مجموعة الدفع إلى زيادة السرعة وتقليل الجهد المطلوب في القيادة، واستخدام مواد أقل وزناً، فكانت الدراجة الهوائية تُظهر باستمرار ما يحمله المستقبل لنا.

Insert text here

لعبة عصا الحصان غير معروفة الأصل، حوالي 1820، المواد: خشب، حديد، جلد وشعر حصان، ملكية متاحف قطر.

تصاميم تُغرِّد خارج السِّرب

يعود بنا تاريخ الدراجة الهوائية إلى قرنين من الزمن، ورغم هذه الفترة الزمنية الطويلة إلا أن تلك النماذج القديمة تبدو للوهلة الأولى وكأنها من العصر الحالي. يعود السبب في ذلك إلى أنه تطلّب الأمر عَقدين فقط لكي يظهر هيكل الماسة المنتَشر حالياً على نطاق واسع، والذي لم يشهد تغييرات كبيرة عليه منذ ذلك الحين.

صُمِّم هذا الهيكل في ثمانينات القرن التاسع عشر، ويمتاز ببساطته الشديدة والحاجة إلى عدد أقل من الأجزاء والمفاصِل، واستغلال القوة التي تتمتع بها الأشكال المثلثية. أما عملية تصنيع هذا الهيكل فقد شهدت مع تعاقب السنوات استخدام مجموعة متنوعة جداً من المواد بدءاً الخشب وصولاً إلى التيتانيوم وألياف الكربون.

وكما هو الحال في كل صناعة، شهد تاريخ الدراجة الهوائية شخصيات رائدة أرادت تحدّي النمط السائد والتفكير بشكل مختلف. نحتفي في هذا القسم بأولئك الذين خرجوا بتصاميمهم لأداة التنقل هذه عن كل ما هو معتاد، فأدخل بعضهم أجزاء مقوّسة أو هيكلاً على شكل حرف X أو حتى W، كلُّ ذلك جعل من الدراجة الهوائية على الدوام مختبراً للابتكار والتصميم.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع شركة بومارد للصناعات، طراز: سبيسلاندر، الولايات المتحدة الأمريكية، 1960، المواد: ألياف الزجاج، فولاذ مطلي بالكروم، جلد، مطاط، ملكية متاحف قطر.

الدراجة كوسيلة للعمل

تم ابتكار الدراجة الهوائية أول الأمر لتُساعد في التنقّل المرتبط بالعمل، بحيث يقطع مستخدِمها مساحة واسعة من الأراضي الزراعية دون استخدام حصان. أما اليوم، فيُنظر للدراجة الهوائية كأداة تنقّل ترفيهية بشكل رئيسي في عدة مناطق، وغالباً ما تتم الإشارة إلى أن أبرز مزاياها هي فائدتها الصحية وهو المفهوم القائم خلف شعار "استخدِم الدراجة للذهاب إلى العمل، تعيش لفترة أطول!"، واللافت أن هذا شعار تبنّته حتى الشركات المُصنِّعة للدراجات الكهربائية.

تكمن المفارَقة في أن أولى وظائف مستخدمي الدراجة الهوائية تمثلت باللحاق بدراجات أخرى. ففي أواسط تسعينيات القرن التاسع عشر، نظّمت أقسام الشرطة في أكبر المدن الأمريكية دوريات على الدرّاجات الهوائية لإلقاء القبض على أولئك الذين يقودون دراجاتهم بشكل متهوُّر وبسرعات كبيرة. وإلى جانب ذلك، سمحت الدراجات الهوائية لعناصر الشرطة بتغطية مساحات أوسع في جولاتهم والاستجابة للاضطرابات بسرعة أكبر.

بدءاً من الكشافة وأولئك المختصين بنقل الرسائل في أواخر القرن التاسع عشر وصولاً إلى القوات المتقاتلة في الحربين العالميتين، استُخدمت الدراجات الهوائية في العديد من النزاعات مع حلول قرن جديد، حتى أن الجيوش طوّرت هياكل قابلة للطيّ يمكن للجنود نقلها عند الحاجة، بالإضافة لإمكانية تحميل أسلحة وذخائر عليها ونقلها لمسافات طويلة.

يُروَّج حالياً وعلى نطاق واسع للدراجات الهوائية القابلة للطيّ، والطرازات خفيفة الوزن والمزوَّدة بمحرِّك، باعتبارها الجيل المقبل لوسائل التنقل، فهي تمثِّل خياراً صحياً أكثر بالنظر إلى أنه تصدر عنها مستويات أقل من التلوّث والضجيج بالإضافة لكونها أكثر توفيراً للمساحة، وهو ما يجعلها خياراً مثالياً للتنقل داخل المدن.

Insert text here

دراجة هوائية "فيلوسيبيد" بمبدل سرعة في العجلة الأمامية من صنع ميشو إي سي، فرنسا، حوالي 1867، المواد: حديد، خشب، جلد، ملكية متاحف قطر.

دراجة لشخصين أو أكثر

وصلت صناعة الدراجة الهوائية إلى حالة من الاستقرار في أواخر القرن التاسع عشر، وسرعان ما شهدت الفترة التالية ابتكار نماذج يمكن لأكثر من شخص واحد أن يركبها في الوقت نفسه، أبرز أشكالها هي الدراجة الترادفية التي يستخدمها شخصان أو أكثر بحيث يجلسون خلف بعضهم، وطرازات أخرى يجلس فيها الراكبان جنباً إلى جنب بين العجلتين. كما تم ابتكار تصاميم مختلفة في غاية التنوّع بحيث تضمّ أكثر من عجلتين ويستخدمها عدد أكبر من الأشخاص للتحرُّك معاً إلى وجهة واحدة.

نظراً لكون ذلك تم في العصر الفيكتوري، فقد توجّب أن تأخذ التصاميم بعين الاعتبار التقاليد السائدة في المجتمع، إذ لم يكن مقبولاً أن يقود الرَّجل الدراجة وظهره موجّه للمرأة، وهو ما جعلها تجلس في المقدمة. ولذلك تم تعديل هيكل الدراجة بحيث تصبح مناسبة للسيدات اللواتي يرتدين تنورة، ليكون هذا هو الاختلاف الوحيد، بينما بقي الرَّجل هو المتحكِّم بالقيادة. لكن بقيت مشكلة القبعات الكبيرة، وبدلاً من منح المرأة إمكانية توجيه الدراجة الهوائية، ساد قبول عام بأنه يجب عليها أن تجلس في الخلف.

ورغم ذلك، كان لرائدة حركة الإصلاح الاجتماعي في أمريكا سوزان برونيل أنتوني رأي لافت: "أنا على قناعة بأن الدراجات الهوائية عادت بالفائدة على تحرر المرأة أكثر من أي شيء آخر في العالم"، إذ أصبحت النساء قادرات على التنقل بشكل مستقل وبراحة نسبية للمرة الأولى في التاريخ.

Insert text here

دراجة هوائية تينو سانا الخشبية، إيطاليا، حوالي 2008، المواد: رماد، خشب الزان، فولاذ، جلد، مطاط، ملكية متاحف قطر.

دراجات أفضل وأسرع وأقوى للسباقات

لطالما وضع الإنسان نصب عينيه هدفاً يتمثل بتحسين نفسه والسعي ليكون الأسرع والأفضل. وأتت الدراجة الهوائية لتكون بمثابة فرصة لإثبات إمكانية تحويل ذلك إلى حقيقة، ولذلك فإنه حالما تم اختراعها، بدأ مستخدموها بخوض السباقات عليها والتنافس فيما بينهم.

بدأت السباقات بين المدن، ومن ثم تم توسيعها لتشمل دولاً بأكملها، ليشهد القرن العشرين انطلاقة حقيقية لعالَم سباقات الدراجات الهوائية في أوروبا. وجرت عام 1896 الدورة الأولى من سباق بين العاصمة الفرنسية باريس ومدينة روبيه وحظي بسمعة سيئة نظراً لصعوبة التسابق فيه على طرقات مرصوفة بالحجارة، وتكرر بشكل سنوي دون انقطاع، إلا بسبب اندلاع الحربين العالميتين. وبعدها بسنوات قليلة، انطلق طواف فرنسا عام 1903 لتكتسب هذه الرياضة شعبية كبيرة في أوساط الفرنسيين.

أدت السباقات إلى زيادة رواج رياضة الدراجات الهوائية، وتصميم دراجات أكثر سرعة. وبفضل الهياكل والمكونات الأقل وزناً ومتانة الدراجة ومستوى كفاءتها المتزايد من الناحية الفنية، أصبح الدراجون قادرين على قطع مسافات أطول بسرعات أكبر سنة بعد أخرى، بينما أخذت فرق متخصصة بدراسة كل عنصر وكل زاوية حركة للدراجة والدراج على حدّ سواء باستخدام أنفاق الرياح أملاً بكسب عدة ثوانٍ خلال التسابق. وفي غضون عدة قرون من الزمن، تم تقليص وزن دراجة أبطال السباقات بمقدار النصف، وزيادة السرعة بنسبة تبلغ حوالي 10%.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع إتش بي سميث ماشين، طراز: بوني ستار، الولايات المتحدة الأمريكية، 1880، المواد: فولاذ، مطاط، جلد، خشب، ملكية متاحف قطر.

نماذج مستقبلية من الماضي

من أشهر ما قاله تشارلز فرانكلين كترنغ، الذي اخترع نظام التشغيل الذاتي للسيارات: "اهتمامي مُنصبٌّ على المستقبل نظراً لكوني سأمضي فيه بقية حياتي". ولهذا السبب بالتحديد، يُحاول كل جيل أن يرسم معالم الطرازات التي يحملها المستقبل، تصاميم جريئة وخارجة عن المألوف تذهب إلى ما هو أبعد بكثير من الأفكار والتكنولوجيات السائدة، وهو ما ينطبق على صناعة الدراجات الهوائية.

ظهرت الدراجة الهوائية إبان الثورة الصناعية، فجعلت التكنولوجيا أمراً متاحاً أمام العامة، سواء فيما يتعلّق بامتلاكها أو تشغيلها. فالشخص العادي الذي يسير في الشارع لم يكن قادراً على امتلاك مركبة فضائية بطبيعة الحال، لكن بوسعه الحصول على دراجة هوائية وقيادتها والتحكم بها، وامتلاك زمام الأمور بكل ما يتعلق بها.

فمن الأشكال المتنوعة للدراجات الهوائية، وصولاً إلى تبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تصاميمها، تجسَّدت في أداة الحركة هذه الرغبة بنقل من يركبها من نقطة لأخرى بأفضل شكل ممكن، وكذلك إيصاله إلى المستقبل الذي ينتظره.

Insert text here

دراجة هوائية "آندومبتابل"، بلد وعام الصنع غير معروفين: فرنسا، المواد: فولاذ، جلد، ملكية متاحف قطر.

ثورة في مواد تصنيع الدراجات

شهد تاريخ الدراجات نقاشات وأبحاث مستفيضة للتوصل إلى البساطة في تصميم الهيكل، وأدت القيود التي يستدعيها شكل الهيكل إلى إجراء اختبارات موسعة للمواد التي يمكن استخدامها، ونظراً لكون كل المواد يمكن أن تأخذ الشكل البسيط المستقيم، أصبحت الإمكانيات المتاحة لا تُعد ولا تُحصى.

بدءاً من الدعامات الخشبية ذات النمط المعماري لأقدم أشكال من الدراجات الهوائية، وصولاً إلى النماذج الأولى للدراجات التي تم إنتاجها بكميات كبيرة، بدت الدراجات الأولى وكأنها نتيجة لمحاولات وتجارب عملية أكثر من كونها حصيلة عملية تصميم ودراسات نظرية، حتى أن وزن بعضها كان مساوياً لقطع الأثاث الثقيلة، ولذلك تم اللجوء لمواد أخرى ليست بذلك الوزن. تم استخدام الخيزران، الذي تأخذ سيقانه شكل الأنبوب، منذ عام 1894، نظراً لكونه يتمتع بمتانة تُحاكي الفولاذ وأخف وزناً بكثير، ولكنه غالٍ جداً، ولذلك لم ينجح هذا الخيار.

أصبح الفولاذ في السنوات الأخيرة أخفّ وزناً نتيجة مزجه مع مواد أخرى وتطوُّر تقنيات التصنيع، وتم استبداله بمواد أخفّ كالتيتانيوم والألمنيوم، كما تم توظيف الخشب في تصنيع الدراجة فأخذ شكل أنابيب مستوية وقوالب مذهلة لدرجة أنه ظهر في كل جزء منها تقريباً. وأخيراً، سمحت المركبات المدعَّمة بألياف الكربون بإنتاج عدد لا يُحصى من الأشكال والخطوط المغزلية، مع الحفاظ على أعلى مستوى لمتانة هيكل الدراجة وأخفّ الأوزان.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع بيانكي، طراز: موديل 1912، إيطاليا، حوالي 1916. المواد: فولاذ، مطاط، جلد، ملكية متاحف قطر.

نحو المستقبل: التحوُّل إلى نقل مستدام في قطر

من بين العوامل المساهِمة في التلوُّث على مستوى العالَم، يُعتبر النقل الأسرع نموّاً، إذ تُشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن حِصَّة هذا القطاع بلغت 23% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم عام 2022. دفع هذا بالدول إلى التوجُّه نحو أشكال نقل صديقة للبيئة تلعب فيها الدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية دوراً محورياً.

استهلّت قطر رحلتها في عملية التحوُّل هذه وهو ما تعكسه الاستثمارات الضخمة في مشاريع النقل العام والبنية التحتية الصديقة للبيئة. ويتمثّل الهدف من الخطة الشاملة للنقل في دولة قطر 2050 واستراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي إلى توفير نظام متكامل عالميّ المستوى ومتعدد الأنماط يوفِّر خدمات نقل آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة ومتاحة للجميع. وتُشكِّل البنية التحتية للمشاة والدرّاجين إحدى ركائز هاتين المبادرتين. ومن الأمثلة الرائدة للمشاريع في هذا الإطار افتتاح المسار الأولمبي للدراجات الهوائية بمناسبة اليوم الوطني للرياضة عام 2020 والذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في سبتمبر 2020 باعتباره أطول مسار دراجات هوائية في العالم، إذ يمتد لمسافة 33 كيلومتراً ويبلغ عرضه 7 أمتار.

Insert text here

دراجة هوائية من صنع دورسلي بيدرسن، طراز: رودستر، إنجلترا، حوالي 1905. المواد: فولاذ، مطاط، جلد، ملكية متاحف قطر.

لنتخيل مستقبل النقل في قطر

تشهد مدن مختلفة حول العالم تطوير واختبار خيارات متنوعة تشكِّل مستقبل قطاع النقل وتشمل الدراجات الهوائية والكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة، وسيارات الأجرة الطائرة، والمركبات التي تعمل بمصادر وقود بديلة كالهيدروجين والبطاريات الكهربائية، والمُسيرات المتخصصة بنقل البضائع وأنظمة كبسولات النقل فائقة السرعة.

لكن كيف سيكون شكل مستقبل النقل والتنقل هنا في قطر؟ وكيف يمكن أن نجعل تنقلاتنا صديقة للبيئة بدرجة أكبر؟ وما هي أنظمة النقل وشكل المركبات التي تنتظرنا؟