افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، المعرض المميز "حياة الترحال من منظور جديد"، بمتحف قطر الوطني، حتى 14يناير 2023 وذلك بحضور عدد من كبار الزوار. يتناول المعرض حياة الرعاة الرحَّل وشبه الرحَّل في ثلاث مناطق متميزة: الصحراء الوسطى وقطر ومنغوليا. يضمّ المعرض مجموعة متنوعة من أكثر من 400 قطعة فنية - تشمل لوحات، وصور تاريخية، ولقطات أرشيفية وتاريخية مروية، بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي المعاصر -- ويستكشف المعرض كيف أنشأت هذه المجموعات حياة اجتماعية غنية ذات مغزى، وحافظت عليها، وشكلت أنماطاً ثقافية عميقة وجميلة في بيئات مليئة بالتحديات. القطع الأصلية المعروضة مأخوذة من مجموعات متحف قطر الوطني، ومتحف لوسيل، ومكتبة قطر الوطنية، ومتاحف قطر، إلى جانب القطع المستعارة من المتاحف الدولية من ضمنها متحف منغوليا الوطني في أولان باتور، ومتحف برانلي في باريس، ومتحف العالم في فيينا، ومؤسسات أخرى.
يعدّ معرض "حياة الترحال من منظور جديد" واحدًا من ضمن ما يزيد على عشرة معارض نُظّمت في إطار فعاليات "قطر تُبدع"، قطر تُبدع - المبادرة الثقافية الوطنية التي تستمر فعالياتها على مدار العام والتي ترعى وتروج للأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بتنوعها، وتربط الجماهير المحلية والعالمية بالصناعات الإبداعية في قطر. ويفتح المعرض أبوابه للجمهور أيضًا ضمن فعاليات العام الثقافي قطر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022، وهو تبادل ثقافي دولي يهدف إلى تعميق التفاهم بين البلدان وشعوبها. ومن هذا المنطلق، يعكس المعرض القوة الإبداعية والتراث في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا.
وتعليقًا على هذه المناسبة، قالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني: "بينما تستعد قطر لاستقبال عامًا استثنائيًا في تاريخها، يسعدنا أن نكشف الستار رسميًا عن معرض حياة الترحال من منظور جديد لجمهورنا المحلي والدولي. يوفر المعرض لزواره نافذة تطلّ على ماضينا لنستقي الحكمة من أجدادنا، بغية استشراف مستقبل أكثر إشراقًا. نحن فخورون بثقافتنا البدوية للرحل، وها قد جاءتكم الفرصة لتعيشوها معنا ".
وقالت الشيخة آمنة بنت عبد العزيز آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة للمتاحف والمقتنيات وحماية التراث، ومدير متحف قطر الوطني: "منذ افتتاحه في عام 2019، دأب متحف قطر الوطني على أن يكون منصة ثقافية ترفع مستوى الوعي بالتاريخ والبيئات التي عاش فيها الرحَّل، وكذلك الجوانب المعاصرة لحياة الرحَّل البدوية. نتطلع إلى استقبال المجتمع بأسره في المعرض الرئيسي لكأس العالم FIFA قطر 2022 لخوض تجربة مفعمة بالثقافة ".
ومن جانبها قالت عائشة غانم العطية، رئيس مبادرة الأعوام الثقافية في متاحف قطر: "يسرّنا تقديم معرض حياة الترحال من منظور جديد في إطار العام الثقافي العام الثقافي قطر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022. لا يتعقّب المعرض حياة الرحَّل في قطر فحسب، ولكن في مختلف أنحاء العالم، بقصد ترسيخ جهودنا في جذب الشعوب وتوحيدهم. نأمل أن يزور الجميع المعرض للتعرف على المزيد من تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وقالت تانيا الماجد، نائب مدير الشؤون المتحفية في متاحف قطر: “يسرّنا أن نكشف الستار رسمياً عن معرض حياة الترحال من منظور جديد، وهو معرض يسلط الضوء على الأشكال الثقافية الغنية والمتنوعة لثلاث مناطق، ويحتفي بتفرد الثقافات والفنون بأنواعها، والخبرات على اختلافها، والابتكار الإبداعي. وفي خضم استعداد قطر لاستقبال ضيوفها في الحدث الرياضي الاستثنائي، كأس العالم FIFA قطر 2022، يسعدنا أن نقدم معرض حياة الترحال من منظور جديد في متحف قطر الوطني، وهو معرض يأخذ الزوار في رحلة ليس لها مثيل بين سجلات التاريخ."
محتويات المعرض
يبدأ معرض "حياة الترحال من منظور جديد" بمقدمة عن القصص التاريخية المركبة وثقافات الرعاة الرحَّل وشبه الرحَّل، والتي تمثل ثلاث مناطق مختلفة عبر العالم: قطر والصحراء الوسطى ومنغوليا. وتشمل المواضيع التي تناولها المعرض: التصورات (الخاطئة) والتمثيلات (الخاطئة)، وفضاءات العيش والمساكن، كما يتناول علاقات الرعاة بالحيوانات وبالبيئة؛ والمجموعات الغنية بالحياة الاجتماعية والثقافية والروحية؛ والانهيارات التاريخية، وتأثير الرحَّل الذين يعيشون في عالم الفنون والثقافة اليوم.
تُبرز صالة العرض التي تتناول موضوع التصورات (الخاطئة) والتمثيلات (الخاطئة)، وسائل الإعلام والفنون والأدب والبيئة الأكاديمية، وما لها من دور في استمرار الصور النمطية حول المجتمعات البدوية. ومن ضمن المعروضات أفلام سينمائية، مثل فيلم لورنس العرب (المملكة المتحدة عام 1962)، ولوحات وصور فوتوغرافية لمستشرقين. وبما أن التصوير الفوتوغرافي المعاصر الذي موضوعه الرعاة، أو يضم صورًا التُقِطَت على يدهم يقترن غالبًا بالصور النمطية، فهذا سيجعل الزوار على موعد مع طرح تساؤلات جديدة وتغيير وجهات نظرهم.
أما الصالة التالية، فتسلط الضوء على الأماكن والمساكن التي يعيش فيها الرعاة. هذه المساكن التي صُمّمت بطريقة تجعلها سهلة الإقامة والإزالة والنقل، تتطلب معرفة مسبقة بتقنيات البناء، فضلاً على الفهم الجيد للبيئة المحيطة لاختيار أفضل مكان للبناء. يتناول المعرض ديكورات من أماكن العيش هذه، ويستكشف وظائف فضاءاتها الداخلية، مثل الحيز المخصص لاستقبال الضيوف.
تظهر كذلك علاقة الرعاة بحيواناتهم. وعلى الرغم من أن العديد من الحيوانات توفر التغذية الأساسية لهذه المجموعات، إلا أن وظيفتها لا تقتصر على ذلك. فالأغنام والماعز ترتبط بشكل وثيق بالرعاة، حيث توفر لهم مصدرًا رئيسيًا للغذاء وكذلك توفّر لهم الجلود والصوف. وتحظى الإبل بقيمة عالية، لارتباطها الوثيق بالمكانة الاجتماعية، وكذلك لاستخدامها في النقل. في بعض الثقافات، تعتبر الخيول ذات أهمية خاصة في التنقل والرعي، كما أنها تمثل تراث المجتمع وإرثه. أما الصقور والنسور، فتُستخدم الصيد، وتشير أيضًا إلى المكانة الاجتماعية المرموقة. وبالنسبة لبدو آخرين، تحظى الكلاب والحمير بأهمية عالية.
يستمر المعرض في التركيز على علاقات مجموعات الرحل ببيئاتهم، ويسلط الضوء على درايتهم بالطرق، وكيف يعتمدون على التأمل الدقيق لخصائص المناظر الطبيعية، وأنماط نمو النباتات، وحركة الطيور والحيوانات وأنماط الرياح والطقس. ويتطرّق المعرض أيضًا إلى ندرة الموارد ومدى تأثيرها على اعتماد المجتمعات على الطبيعة لاستحداث العلاجات، وصناعة الملابس، وغير ذلك.
يُظهر الجزء التالي من المعرض، الحياة الثقافية والاجتماعية والروحية الثرية للرعاة. تتمتع جميع المناطق الثلاث بتقاليد شفهية عميقة، والتي يستكشفها هذا الجزء عن طريق سرد ثلاث قصص. تُعرض المنسوجات، كضرورة وكشكل من أشكال التعبير عن القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد. كما يتطرّق اذلك الجزء إلى الملتقيات الاحتفالية ومختلف تقاليد الضيافة.
أما القسم التالي فيركّز على التغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية التي أثرت على حياة الرحل. ومن الأمثلة على ذلك طريقة استغلالهم للموارد الطبيعية، مثل التعدين، والاضطرابات التي شهدتها البيئة بسبب تغير المناخ، والحدود السياسية ومدى تأثيرها على المسارات الطبيعية للرعاة.
ويختتم المعرض باستعراض تطور مجتمعات الرعاة عبر الزمن، مع تسليط الضوء على التغيرات المعاصرة في أسلوب الحياة ووسائل التنقل. كما يدرس أساليب الحياة والأفكار والابتكار والإبداع لدى الرعاة الرحَّل، وكيف كانت مصدرًا دائمًا للإلهام لدى الشعوب والثقافات الأخرى. وتنظر صالة العرض الأخيرة في التأثيرات التي طالت الفنون والثقافة في يومنا هذا، من الموسيقى إلى الأزياء والهندسة المعمارية.
يتولّى التقييم الفني للمعرض البروفيسور ليلى أبو لغد (قسم الأنثروبولوجيا، جامعة كولومبيا)؛ وتانيا الماجد (قيّم فني مساعد للتاريخ الاجتماعي والأثنوغرافيا، متحف قطر الوطني)؛ وفيصل النعيمي (مدير إدارة الآثار، متاحف قطر)؛ ود. هيا آل ثاني (مدير الشؤون المتحفية بمتحف قطر الوطني)؛ ود. آنيا فيشر (قسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، جامعة فيينا)؛ ود. إليزابيث ترك (قسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية، جامعة كمبريدج).
وتتاح مجموعة من الهدايا المستوحاة من فكرة المعرض في متجر هدايا متحف قطر الوطني.
-انتهى-
متحف قطر الوطني
يسعى متحف قطر الوطني إلى حفظ تراث قطر وتاريخها الطبيعي والاحتفاء بهما، والتفاعل مع حاضرها، وإلهام طموحات البلاد المستقبلية. ويروي المتحف، الذي افتتح عام 2019، قصة قطر بتراثها وثقافتها من خلال الأفلام، والأعمال الفنية، وسرد القصص، والمصنوعات اليدوية، والموسيقى، ويجمع بين مجموعة واسعة من المعارف والتاريخ الشفهي لشعب قطر. ويأخذ المتحف زواره في رحلة مليئة بالتجارب التفاعلية تخاطب حواسه المختلفة، وتوفر وجهات نظر متعددة، داخل صالات العرض المقسمة حسب المواضيع والتسلسل الزمني، والتي تمتد على طول 1.5 كلم.
استلهم المهندس المعماري الشهير جان نوفيل، الحاصل على جائزة "بريتزكير"، فكرة تصميم مبنى المتحف الفريد من وردة الصحراء، إذ يأخذ المبنى شكل أقراص كبيرة متشابكة ذات أقطار ومنحنيات مختلفة تحيط بالقصر التاريخي للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني حاكم دولة قطر (1913-1949). وتشغل الشيخة آمنة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني منصب مدير المتحف منذ 2013.
نبذة عن "قطر تبدع"
تعمل مبادرة "قطر تبدع" على التعريف بالأنشطة الثقافية في قطر والاحتفاء بها والترويج لها.
وتسعى مبادرة "قطر تبدع" عبر تعاونها مع الشركاء في قطاعات المتاحف والأفلام والأزياء والضيافة والتراث الثقافي وفنون الأداء والقطاع الخاص لإعلاء صوت الصناعات الإبداعية في قطر، وربط الجمهور مباشرة بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة.
تابعونا عبر الإنترنت:
متاحف قطر
تويتر:@Qatar_Museums
إنستغرام :@Qatar_Museums
فيسبوك :@QatarMuseums