تلبية لأهداف الحد من الانبعاثات، وتماشيًا مع خطة العمل الوطنية للتغير المناخي في قطر 2030، حصل متحف الفن الإسلامي على شهادة الحياد الكربوني المعترف بها عالميًا. ولتحقيق الحياد الكربوني، خضع متحف الفن الإسلامي لعمليات تدقيق شاملة، تهدف إلى قياس انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بعمليات وخدمات المنشأة والتحقق منها. وتقديراً لهذا الإنجاز، أقيم حفل تكريم في المتحف بحضور كبار قياديي متاحف قطر، وجمعية ديت نورسك فيريتاس(DNV)، بصفتها المنظمة التي قامت بعملية التحقق؛ والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد)، التي عملت على المشروع كشريك استشاري لدعمه في تحقيق الحياد الكربوني لفترة مشمولة بالتقرير مدتها عام واحد، بدأت في 2021.
وعلى هامش الفعالية، قالت المهندسة ظبية جمال سيار، مدير إدارة المرافق العامة في متاحف قطر: "يعدّ تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم، وتظهر آثاره السلبية جليّة في جميع أنحاء العالم وكذلك في قطر. وقد باشرت متاحف قطر، بصفتها إحدى مؤسسات قطر الرائدة، رحلة تحَوُّل متاحفها إلى متاحف منخفضة الانبعاثات الكربونية. ولبدء عملية التحول منخفضة الكربون، اختارت متاحف قطر متحف الفن الإسلامي في قطر لتحقيق الحياد الكربوني لعملياته وخدماته للفترة المشمولة بالتقرير لعام 2021. وقد حددت متاحف قطر، بمساعدة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد)، التدخلات منخفضة الكربون، ووضعت خطة للحياد الكربوني. ونظرًا لكون جمعية ديت نورسك فيريتاس (DNV) هي الجهة الخارجية المدققة المعنية بالتحقق من الحياد الكربوني، فقد أكدت التزام متحف الفن الإسلامي بخفض انبعاث غازات الدفيئة، ومنحت المتحف شهادة الحياد الكربوني لعام 2021. ونحن في متاحف قطر فخورون بالمشاركة في رحلة الاستدامة هذه التي أثمرت عن تحول متحف الفن الإسلامي إلى أول متحف على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحقق الحياد الكربوني."
وقال الدكتور يوسف الحر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد): " تحافظ المتاحف، بصفتها مخازن للتحف، على تراث وثقافة وأرواح الأمم عبر الزمن. والغرض الذي تؤديه يرتبط بشكل جوهري بفكرة الاستدامة البيئية التي تهدف إلى الحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة. وكما هو حال الحكومات والمؤسسات، فإن للمتاحف أيضاً دور أكبر في تحقيق أهداف اتفاقية باريس. وقد أظهرت متاحف قطر، من خلال دعم جهود الحفاظ على البيئة والحفاظ على التراث الثقافي، إشرافاً حقيقياً كمنظمة ذات تفكير مستقبلي تستثمر في مستقبل الأمة وكوكب الأرض. وتفخر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد) بكونها شريكاً في رحلة متاحف قطر نحو التنمية منخفضة الكربون. "
ويعدّ متحف الفن الإسلامي أول متحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي آسيا يحقق الحياد الكربوني. ولبدء عملية التحول منخفض الكربون، اختارت متاحف قطر متحف الفن الإسلامي لتحقيق الحياد الكربوني لعملياتها وخدماتها للفترة المشمولة بالتقرير لعام 2021.
وعلى الصعيد العالمي، فإن هذا الإنجاز يضع متحف الفن الإسلامي بين بضع متاحف بدأت عملية التحول منخفض الكربون. وفي إطار السعي إلى تحقيق الحياد الكربوني، تعاونت متاحف قطر – المؤسسة التي ينضوي في إطارها متحف الفن الإسلامي - مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير للاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال التغير المناخي والاستدامة في المنطقة.
وقد حدد متحف الفن الإسلامي، بمعاونة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد)، التدخلات منخفضة الكربون من أجل الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وطوّر خطة للحياد الكربوني. وللتدقيق والتحقق من صحة التزامات/خطة انبعاثات غازات الدفيئة والحياد الكربوني، تم تعيين ديت نورسك فيريتاس الشرق الأوسط المشهورة عالميًا لإجراء تدقيق كطرف ثالث على أساس المعيار الدولي PAS 2060. وبعد إتمام عملية تدقيق ناجحة، صادقت ديت نورسك فيريتاس على تحقيق متحف الفن الإسلامي في قطر للحياد الكربوني لعملياته وخدماته لعام 2021.
وقال السيد براكاش تيكاري، مدير ديت نورسك فيريتاس في منطقة شبه القارة الهندية والشرق الأوسط، متحدثاً بالنيابة عن الجمعية: "أصبح الحياد الكربوني محددًا للالتزام بصافي انبعاثات صفري لخلق تأثير على سلسلة القيمة وفقًا للمعايير الدولية وتنفيذ أفضل الممارسات في مجال الأعمال. نفخر بدعم متحف الفن الإسلامي في قطر، بالشراكة مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد)، لتوفير توجيه قوي للمعنيين فيه صوب الالتزام بصافي انبعاثات صفري لحكومة قطر. نشيد بمبادرات متحف الفن الإسلامي ونهنئه على دوره الرائد في المساهمات المحددة وطنيًا لدولة قطر وتحوله لمرجعية في دول مجلس التعاون الخليجي."
وشمل نطاق الأنشطة المدرجة في تقييم البصمة الكربونية لمتحف الفن الإسلامي الآثار التشغيلية المرتبطة باستهلاك الكهرباء والمياه، وتوليد النفايات، وتنقل الزوار للوصول إلى المتحف، وغيرها. وفي إطار عملية التقييم، تم حساب جميع مصادر انبعاثات غازات الدفيئة الرئيسية باستخدام البروتوكولات الدولية.
وقد برز التغير المناخي، الذي يفاقمه ازدياد انبعاثات غازات الدفيئة، كواحد من أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم. ولمعالجة هذه القضية، يتم اتخاذ إجراءات عديدة على مستويات مختلفة. تم اعتماد اتفاقية باريس، وهي اتفاقية ملزمة قانوناً بشأن تغير المناخ العالمي، في مؤتمر باريس للمناخ في ديسمبر 2015، ووقعتها 195 دولة. وتحدد الاتفاقية إطاراً عالمياً لتجنب الآثار الخطيرة لتغير المناخ عن طريق الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية، ومواصلة الجهود للوصول إلى 1.5 درجة مئوية. وبناءً على ذلك، قامت الحكومات والشركات والمنظمات الرائدة بتطوير أهداف مناخية وتنفيذ العديد من المبادرات الصديقة للبيئة والمستدامة. وتتمثل إحدى هذه المبادرات في تحديد أهداف طوعية لتحقيق الحياد الكربوني أو صافي انبعاثات صفري.
ينضم متحف الفن الإسلامي في قطر، من خلال الحصول على شهادة الحياد الكربوني، إلى عدد قليل من المشاريع التي نجحت في تحقيق الحياد الكربوني لعملياتها وخدماتها في قطر. ولمواصلة رحلتها منخفضة الكربون، أعدت متاحف قطر خطة حيادٍ كربوني للسنوات العشر القادمة. ولتحقيق هذه الغاية، تخطط المؤسسة لتكرار هذه المبادرات مع متاحف أخرى للمساعدة في تحفيز التحول منخفض الكربون في اقتصاد قطر. ومع منح هذه الشهادة لمتحف الفن الإسلامي، من المتوقع أن تسعى المزيد من المشاريع في قطر للحصول على شهادة الحياد الكربوني كجزء من استراتيجيتها المراعية للاعتبارات البيئية والاجتماعية والمتعلقة بالإدارة.
نبذة عن متحف الفن الإسلامي
تأسّس المتحف عام 2008، وهو أول المشروعات التي أطلقتها متاحف قطر. صممه المهندس الصيني الأميركي العالمي الشهير "آي إم باي"، وهو تصميم مستوحى من الخطوط المعمارية الإسلامية التقليدية. يحظى المتحف بإطلالة بانورامية على الواجهة البحرية لمدينة الدوحة، حيث يرتفع شامخاً من وسط المياه. ويعرض المتحف مجموعة قطر العالمية للفن الإسلامي، والتي تضم محتويات يمتد تاريخ بعضها إلى نحو 1400 عام. وتتنوع هذه المحتويات بين المخطوطات والأعمال الخزفية والمعدنية والزجاجية والعاجية والخشبية والأحجار الكريمة، وهي مقتنيات تنتمي لثلاث قارات وتشمل دولاً مختلفة من الهند لإسبانيا لدول الشرق الأوسط، ويعود تاريخ هذه المقتنيات للفترة الممتدة من القرن السابع الميلادي وحتى القرن العشرين. ويتسم برنامج متحف الفن الإسلامي للمعارض بتنوعه وتجدده المستمر. كما ينظم المتحف أنشطة تعليمية موسّعة للأطفال والعائلات، مما يجعل المتحف جزءًا حيويًا من المجتمع. اكتسب متحف الفن الإسلامي شعبية واسعة في المنطقة والعالم، ويجذب آلاف الزوار كل عام. وتعمل الدكتورة جوليا غونيلا مديرًا للمتحف منذ عام 2017.
نبذة عن متاحف قطر
تُقدّم متاحف قطر، المؤسسة الأبرز للفنون والثقافة في الدولة، تجارب ثقافية أصيلة وملهمة من خلال شبكةٍ متنامية من المتاحف، والمواقع الأثرية، والمهرجانات، وأعمال الفن العام التركيبية، والبرامج الفنية. تصون متاحف قطر ممتلكات دولة قطر الثقافية ومواقعها التراثية وترممها وتوسع نطاقها، وذلك بمشاركتها الفن والثقافة من قطر، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، ومنطقة جنوب آسيا مع العالم، وأيضًا بإثرائها لحياة المواطنين، والمقيمين وزوار البلاد.
وقد جعلت متاحف قطر، تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وبقيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، من دولة قطر مركزًا حيويًا للفنون، والثقافة، والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وما حوله. وتُعتبر متاحف قطر جزءًا لا يتجزّأ من هدف تنمية دولةٍ مبتكرة، ومتنوعة ثقافيًا، وتقدميّة، تجمع الناس معًا لتشجيع الفكر الحديث، وإثارة النقاشات الثقافية الهامة، والتوعية بالمبادرات البيئية والاستدامة وتشجيعها، وإسماع صوت الشعب القطري.
أشرفت متاحف قطر، منذ تأسيسها في عام 2005، على تطوير كل من: متحف الفن الإسلامي، وحديقة متحف الفن الإسلامي، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف قطر الوطني، وجاليري متاحف قطر– الرواق، وجاليري متاحف قطر– كتارا، و3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، ودَدُ - متحف الأطفال في قطر.
من خلال المركز الإبداعي، تطلق متاحف قطر المشاريع الفنية والإبداعية، وتدعمها، مثل مطافئ: مقر الفنانين، تصوير: مهرجان قطر للصورة، وM7، المركز الإبداعي للتصميم والابتكار والأزياء الذي يصقل المواهب الفنية، ويقدم الفرص لتطوير بنية تحتية ثقافية قوية ومستدامة.
ويعبر ما تقوم به متاحف قطر عن ارتباطها الوثيق بقطر وتراثها، والتزامها الراسخ بالدمج وسهولة الوصول، وإيمانها بقيمة الابتكار.
نبذة عن المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد):
المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، هي مؤسسة غير ربحية تقود بيئة الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقع مقرها الرئيسي في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتسعى المنظمة عبر أنشطتها المتنوعة إلى دعم تحوّل المجتمعات والبنية المؤسسية والبيئة العمرانية نحو الاستدامة، كما تسعى إلى تعزيز الابتكار وتطوير القدرات لتمكين النمو المستدام منخفض الكربون للأجيال الحالية والمستقبلية.
وتشمل العمليات الرئيسية للمنظمة، البحث والتطوير، وإعداد المعايير، وإصدار شهادات الاستدامة للمباني الخضراء، وحساب أرصدة الكربون، وبناء القدرات واختبار الأداء، ونشر المعرفة وتقديم الخدمات الاستشارية بشأن الاستدامة وتغير المناخ للحكومات والمؤسسات غير الحكومية والقطاعين العام والخاص.
نبذة عنDNV :
DNV هي مؤسسة مستقلة لتقديم خدمات الضمان وإدارة المخاطر، وتعمل في أكثر من 100 دولة حول العالم، ومن خلال خبرتها العميقة، تقوم DNV بتعزيز السلامة والأداء المستدام، وتضع معايير الصناعة، وتلهم وتبتكر الحلول، وسواء كانت خدماتها تتعلق بتقييم تصميم سفينة جديدة، أو تأهيل تكنولوجيا معينة لمزرعة رياح عائمة، أو التصديق على سلسلة التوريد الخاصة بشركة أغذية، أو إدارة المخاطر بأمان في قطاع السكك الحديدية، فإن DNV تمكن عملائها وأصحاب المصلحة من إدارة التعقيد التكنولوجي والتنظيمي ليتمكنوا من اتخاذ القرارات بثقة. كما تساعد DNV عملائها على حماية الحياة والممتلكات والبيئة، من خلال اغتنام الفرص ومعالجة المخاطر الناشئة عن التحولات العالمية.