عند دخولي معرض "نمرٌ ما أو سِواه"، وجدت نفسي أفكر في إدوارد غليسان وكتابه "شعرية العلاقة" الصادر عام 1990، حيث يدافع فيه عن حق التعتيم للجميع، كموقف أخلاقي ضد الغزو والسيطرة الإمبريالية. ويرتكز في نقاشه على أنه حتى عندما نتكيف مع الاختلاف بين الناس والثقافات، فإننا نستمر في محاولة تصغير الأشياء لجعلها شفافة، والذي يدل على رغبتنا في "فهم" الاختلاف.
لكن هذا الاختزال يعتمد على التسلسل الهرمي المتأصل، لأنه يقيس الاختلاف مقابل مقياس - فكرة عن معيار - والذي يمكن استخدامه بعد ذلك لإصدار الحكم أو تقييم أمر ما. كتب غليسان "الذي يلزم في هذه الحالة هو التعتيم: الغموض ليس المجهول، بل إنه ما لا يمكن تقليله".
معرض نمرٌ ما أو سِواه، من تقييم توم إكليس ومارك رابولت، هو معرض يتجول في التاريخ الذي يرفض التقليص أو التجميد، ويتحول باستمرار ويعيد ابتكار نفسه. المعرض جزء من النسخة الافتتاحية من رباعية قطر، وهي سلسلة معارض متعددة التخصصات تقام كل أربع سنوات، وتتناول "الحقائق المتداخلة والطرق التي يُسمع بها أولئك الذين يتم إسكات أصواتهم أو من لا صوت لهم".
ويعد معرض "نمرٌ ما أو سِواه" قصة حول كيفية إعادة سرد القصص، وكيف تشكل القصص تاريخنا المتغير. المعرض يأخذنا إلى عالمَين لنمرين، الأول هو السلطان تيبو (السلطان فاتح علي سحاب تيبو، 1751 - 1799)، المعروف تاريخياً باسم "نمر ميسور"، والذي يتناوله المعرض عبر مجموعة من القطع التاريخية والمعاصرة التي تصوّر السلطان تيبو إما بطلاً أو شريراً.
يدور حوار وخلاف هائلين حول إرث السلطان تيبو، حيث يصفه البعض بأنه أول مقاتل من أجل الحرية في الهند، بينما يصفه آخرون بأنه طاغية. يشيد اليساريون بمقاومته ضد الحكم الاستعماري، ويعلن القوميون الهندوس أنه طاغية. عكست عنه التحولات في القصص تحولات في التاريخ والسلطة. يؤرشفُ "نمرٌ ما أو سِواه" هذه الديناميكيات من الناحية المادية، ويحولها إلى تجربة مكانية يمكن زيارتها.