س: ما الذي يميّز هذا المعرض؟
الدكتورة جوليا غونيلا: هذا المعرض هو أول معرض يقيمه متحف دولي كبير عن مدينة بغداد. أردنا الاحتفاء بالإرث الرائع لهذه المدينة الشرق أوسطية المهمة، ليس فقط لزوار كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، بل أيضاً كجزء من العام الثقافي المخصص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان. تشغل مدينة بغداد وتاريخها وثقافتها مكانةً مهمةً في أفئدة أبناء العالمين العربي والإسلامي، لكن إرثها العظيم يكاد يُنسى للأسف، بسبب الحروب والمآسي التي تعرَّضت لها في الأربعين سنةً الماضية، خاصة بالنسبة للعديد من زوارنا الأجانب.
س: ماذا تمثّل بغداد لدولة قطر وللعالمين العربي والإسلامي؟
غونيلا: كانت بغداد عاصمة الخلفاء العباسيين لمدة خمسة قرون (762 إلى 1258م)، عندما كان العالم العربي يحكم الكرة الأرضية. ترمز المدينة بالتأكيد إلى "العصر الذهبي" للتاريخ الإسلامي، ويجب وضعها في مصاف العواصم القديمة الأخرى مثل أثينا وبكين وروما ولندن، التي كان لها تأثير على التاريخ العالمي. وباعتبارها مقراً للخلفاء، كانت مدينةً تمتلك السلطة والنفوذ، بقصورها الرائعة وحدائقها وملاعبها. لقد كان لها تأثير منظور على العالم الخارجي أيضاً، فقد أدت استثمارات المدينة في التجارة والبنية التحتية إلى اقتصاد مزدهر وانتشار عالمي، مع الحفاظ على صناعات محلية قوية في الوقت ذاته. والأهم من هذا كله كان ارتباط بغداد بالعلم والمنح الدراسية المتميزة، حيث استثمر الخلفاء في المدارس والمكتبات والأوساط الأكاديمية. وفي هذا الإطار لا يمكن أن ننسى حركة الترجمة العظيمة ومساهمات بغداد في إغناء العلوم للعالم كله. كانت بغداد عاصمة الفنون والموسيقى والأدب التي تركت أثراً لا يُمحى في الأجيال القادمة.