لطالما شكل الشعر جزءاً أساسياً من الوجدان العربي، وكان شاهداً على تراث وتاريخ الأمة العربية والإسلامية.
وقد حظيت بغداد بجزء كبير من هذا الموروث العظيم بصفتها مقراً للخلافة الإسلامية وإحدى أهم مدن العالم على مدى خمسة قرون من حكم العباسيين. وقد شهدت الأمة الأسلامية في ذلك الوقت أزهى عصورها، فازدهرت خلالها العلوم والآداب والفنون والموسيقى. وكان للشعر أيضاً نصيب من ذلك الازدهار.
ألهم تصميم المدينة خيال الشعراء الذين ارتبطوا بها، فرسموا لها صوراً بالكلمات، وأطلقوا عليها الكثير من الأسماء والألقاب في قصائدهم، منها "مدينة السلام" و"قرة العين".
كانت بغداد قبلة للمواهب الطموحة، والمكان الذي يبني فيه الكتّابُ والشعراءُ سمعتهم، نظراً لكونها مركزاً ثقافياً واقتصادياً وفكرياً عالمياً خلال ما عرف باسم "العصور الذهبية".
وبما أنه لم يصلنا آثار مادية من بغداد في العصور الوسطى، فقد اعتمد القيّمون الفنيّون بشكل كبير على النصوص التاريخية أثناء التحضير للمعرض، وخاصة الشعر، من أجل إعادة تصور ما كانت عليه تلك المدينة العظيمة ذات يوم. كما كان الشعر سبباً في اختيار عنوان المعرض المستوحى من بيت شعر قاله عمرو بن عبد الملك الوراق في أوائل القرن التاسع، يصف فيه بغداد بأنها "قرة العين".