من تقنية رسم الخطوط إلى خيارات الأزياء وسعيها إلى الإستقلالية، يكمن فهم جوهر ممارسة أوغيت في التفكير في بداياتها.
ولدت أوغيت الخوري كالان عام 1931 في بيروت، حيث بدأت رحلتها في الإنتاج الفني في العاصمة اللبنانية، وأسّست أول استوديو لها في الكسليك. تسلّط أول أعمالها من الستينيات الضوء على الأسس التي ستبدأ في اتخاذها طوال مسيرتها الفنية التي استمرت ستة عقود. تعتبر هذه الفترة الفصل المحدد في فهم الهوية الفنية لأوغيت الخوري كالان وأعمالها النابضة بالحياة.
كان والدها، بشارة الخوري، شخصية سياسية بارزة، وكان أول رئيس للبنان بعد الاستقلال عقب انتهاء الانتداب الفرنسي في عام 1943. وكغيرها من المبدعين الآخرين في العالم العربي، تحدّت أوغيت المفاهيم المحافظة تجاه إمكانيات المرأة في المجتمع لتصبح أحد رموز الاستقلالية بحد ذاتها.
في عام 1964، توفي والد أوغيت، الذي كانت تربطها به علاقة وطيدة جداً، مما دفعها إلى إبداع أولى لوحاتها، سوليّ روج (الشمس الحمراء) والتي كانت تحمل اسم السرطان سابقاً. في العام نفسه، وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها، ومتزوجة ولديها ثلاثة أطفال، التحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) للحصول على شهادة جامعية في الفنون الجميلة. وهناك، أتقنت استخدام الخط ودمجته برقة الخيوط في رسوماتها ولوحاتها.
أثناء دراستها هناك، التحقت الفنانة الأمريكية من أصل لبناني، هيلين الخال، بالجامعة في عام 1967 كعضو هيئة تدريس فن الرسم، وعلّمت أوغيت الرسم مما نتج عن نشوء صداقة بينهما. في نفس الوقت، بدأت أوغيت في التساؤل حول شكل جسد الأنثى، متجاهلة التوقعات المبنية على مكانتها الاجتماعية.