ولد الفنان القطري البارز يوسف أحمد عام 1955 في منطقة الجسرة التي تعتبر أحد المناطق الرئيسية للتاريخ والثقافة في مدينة الدوحة الحضرية، حيث تأثر الفنان بنشأته هناك، لا سيما بعد التغييرات الهائلة التي شهدتها المنطقة مع التحول المدني بعد الاستقلال منذ أوائل السبعينيات. وهكذا، غلب على الأعمال الفنية ليوسف أحمد موضوعات التراث والذاكرة، حيث شهد الفترة الانتقالية إلى الحداثة.
من خلال أعماله، أعاد الفنان تصوير الحرف اليدوية التقليدية في الخليج. خاصة تلك الحرف التي تستخدم مواد خام مستمدة من البيئة الطبيعية. وعلى الرغم من سعي الفنان إلى استكشاف أفكار جديدة لإعادة تصور الخط العربي بشكل تجريدي، فإن أعماله ظلت تعكس ارتباطه بجذوره الثقافية والتراث المحلي.
يوسف أحمد هو أحد أفراد الجيل الثاني من الفنانين القطريين الذين درسوا الفن في الخارج، حيث كانت مصر وجهة شائعة آنذاك. وفي عام 1972 التحق بجامعة حلوان بالقاهرة ليحصل على شهادة جامعية في اختصاص التربية الفنية. أثناء دراسته هناك، تلقى الإرشاد من قبل أعضاء هيئة التدريس والفنانين المتميزين، أبرزهم جاذبية سري.
عقب حصوله على شهادة البكالوريوس عام 1976، لعب الفنان دوراً هاماً في النهوض بالمشهد الثقافي في قطر من خلال توليه عدة مناصب ومن خلال جهوده الشخصية. وتضمنت إنجازاته المهنية المبكرة توثيق الممارسات الفنية المحلية من خلال تأليف أول كتاب عن الفن المعاصر في قطر عام 1986، وذلك من خلال عضويته في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو).
خلال الفترة ما بين 1979 وحتى 1982، سافر الفنان إلى الولايات المتحدة الأميركية للحصول على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية ميلس في كاليفورنيا. تعرّف خلال هذه الفترة على المزيد من الأساليب التجريدية، وحثته على تطوير أعماله على نطاق واسع.