هذه الصفحة مكتوبة بخط المحقق الأنيق، وهي مأخوذة من أكبر مصاحف العصور الوسطى حجماً. عُرف هذا القرآن لفترة طويلة باسم "قرآن بايسنقر"، على اسم الأمير التيموري المرموق عاشق الفنون بايسنقر، لكن برزت في الآونة الأخيرة معلومات تفيد بأنه صُنع لجده الشهير الملك تيمور (حكم 1370-1405م). لم ينجُ من المخطوطة سوى عدد قليل من الأوراق المتفرقة. وتتألف المخطوطة الكاملة من 1600 صفحة و 2700 متراً مربعاً من الورق تضم النص الكامل للقرآن.
يُزعم أن كاتب المخطوطة هو عمر الأكتع، وهو خطاط بذراع واحدة. أمضى عمر سنوات في نسخ قرآن مصغّر بحجم الخاتم، لكن عندما قدّم عمله هذا بفخر لتيمور، قال الحاكم العظيم إن الحجم الصغير لا يليق بالقرآن، فشرع الخطاط بالعمل دون هوادة على إنتاج أكبر مخطوطة قرآنية معروفة على الإطلاق وقدّمها إلى تيمور، الذي منح الفنان هذه المرة التقدير الذي يستحقه.
لطالما اعتُبرت مخطوطات القرآن الضخمة دليلاً على التقوى والمكانة السياسية للرعاة الأثرياء الذين كلفوا الفنانين بتنفيذها.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمبراطورية التيمورية هي إمبراطورية فارسية تضم كلاً من إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى الحديثة. وقد أنشأ هذه الإمبراطورية الفاتح التركي المنغولي الشهير تيمور.