Insert text here
الباحثون

إضاءة على المقتنيات: الغرفة الدمشقية

4 أبريل 2023

إيمان رزفي ولبنى زيدان

تحتضن قاعات العرض الدائمة في متحف الفن الإسلامي، غرفة استقبال دمشقية أعيد ترميمها وتجميعها بالكامل، تعود إلى القرن التاسع عشر في دمشق، سوريا.

المشاركة مع صديق

خلال صيف عام 2016، في منطقة تخزين نائية في الدوحة، وجد فريق من معالجي الأعمال الفنية، ومديري المقتنيات، والقيمين الفنيين، وأخصائيي الصيانة، أنفسهم أمام 25 صندوقاً تحوي 427 قطعة، منها 178 قطعة خشبية و249 قطعة حجرية. بعد سنوات من الأبحاث المعقدة والمعالجة والترميم والحفظ، أعادت الفرق تجميع القطع لإنشاء تحفة فنية هي بمثابة بوابة زمنية تطل على دمشق في أواخر العهد العثماني- والتي يمكنك زيارتها والاستمتاع بمشاهدتها في متحف الفن الإسلامي.

تعد الغرفة الدمشقية إضافة حديثة إلى المجموعة الدائمة في متحف الفن الإسلامي، وهي جزء من غرفة استقبال تعود إلى مرحلة مهمة من الازدهار الثقافي في المدينة.

Insert text here

منظر أمامي للغرفة الدمشقية في متحف الفن الإسلامي. الصورة © متحف الفن الإسلامي، الدوحة

على مدى قرون من الزمن، كانت مدينة دمشق مركزاً حضرياً نابضاً بالحياة، عززه وقوعها على مفترق طرق التجارة الرئيسة. اكتمل بناء الغرفة الدمشقية عام 1232هـ (1816/1817م)، وهو الوقت الذي تركز فيه جزء كبير من إيقاع التبادل في المدينة حول الحج. كانت دمشق إحدى نقاط الانطلاق الرئيسة للحجاج، حيث كانوا يجتمعون في المدينة لتنظيم القوافل، ثم يتجهون جنوباً عبر الصحراء.

خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، شهدت دمشق ازدهاراً في الأنشطة التجارية، وقد وفّرت الثروة التي ولدت من هذا الازدهار للتجار رأس مال يكفي لبناء مساكن فاخرة لأنفسهم. كانت هذه المنازل عبارة عن مساحات شبه عامة، تُستخدم لتسهيل الأنشطة الاقتصادية المختلفة: مثل ترتيب الزيجات، والمفاوضات بين الشركاء التجاريين، وفض الدعاوى القضائية. كما خدمت أغراضاً اجتماعية مثل استضافة بيوت العزاء، والاحتفالات والولائم، والنشاطات الموسيقية والشعرية.

خلق تداول السلع والمصنوعات اليدوية في جميع أنحاء المنطقة ظروفاً ملائمة للتبادل الثقافي، مما أدى إلى ظهور تقنيات فنية جديدة، أثَّرت على تصاميم الديكور الداخلي للمنازل الدمشقية، ومكَّن من تطوير تصميم داخلي حضري جمالي فريد من نوعه في المدينة.

تعكس الغرف الدمشقية التي تضمها بعض المتاحف العالمية، مثل متحف متروبوليتان للفنون وشانغريلافي هاواي، الثراء الفني للعصر الذي صُنعت فيه، لكن الغرفة الموجودة في متحف الفن الإسلامي تتميز بفرادتها في عرض السقف الأصلي. خلال مرحلة الترميم، اكتشفت خبيرة الترميم الدكتورة أنكه شاراز أن بعض الألواح الأصلية تم قلبها وإعادة زخرفتها- وهذا أمر شائع في ذلك الوقت وطريقة ذكية لتحديث المنازل. توجد على ظهر هذه الألواح رسوماً تعود إلى القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي.

Insert text here

منظر للغرفة الدمشقية في متحف الفن الإسلامي مع السقف. الصورة © متحف الفن الإسلامي، الدوحة


Insert text here

الصورة © متحف الفن الإسلامي، الدوحة

تتألف الغرفة من منطقة جلوس مرتفعة (طزر)، مؤثثة بمفارش منخفضة ووسائد تمتد على طول الجدران، مع سجادة تتوسط أرض الغرفة. توجد كوى في الجدران ومقصورات مدمجة لعرض التحف. زُخرفت الغرفة بنقوش كتابية بالخط العربي تشمل أبياتاً من الشعر ومجموعة مختارة من أسماء الله الحسنى.

استُخدمت في الزخرفة مواد مختلفة مثل ورق الذهب وورق الألمنيوم والأصباغ الثمينة والورنيش والمرايا، لتشكيل زخارف نباتية وهندسية. صُنعت غالبية الزخارف بتقنية تُعرف باسم "العجمي" التي تجمع بين الأنماط التقليدية العثمانية والتأثيرات الهندية الفارسية مع بعض زخارف الروكوكو الأوروبية.

Insert text here

منظر مفصل للغرفة الدمشقية في متحف الفن الإسلامي. الصورة © متحف الفن الإسلامي، الدوحة

نُقشت على الجدران قصيدة تصف حياة الناس الذين سكنوا هذه الغرفة ذات يوم. يكشف أحد مقاطع القصيدة الموجود هنا، أذواق وتفضيلات الأشخاص الذين زخرفوا جدرانهم بالقصائد واستقبلوا ضيوفهم بالحفاوة والكرم.

بلابل الأنس غنّت في ربا الأمن
وأعلنت ببشير السعد واليمن
وأطربت سمعنا بالشدو معلنة
لما أتت حيّنا قصداً لنا تغني
وأبدعت برخيم الصوت مُفصحة
على ذرى غصنها من أنسها نجني
تقول في قاعة بسط الهنا فرفت
في دوحها سكنى أو جنة العدن
فالسعد مد خياماً وسط ساحتها
وقد أقام بها دهراً مع الأمن

توجد الغرفة الدمشقية في إحدى قاعات العرض التي تحتفي بفنون الولايات العثمانية، وهي معروضة كجزء من المجموعة الدائمة في متحف الفن الإسلامي. خططوا للزيارة الآن لمعرفة المزيد عن مجموعة متحف الفن الإسلامي المثيرة من القطع الأثرية الإسلامية التاريخية.

خطّط للزيارة