تعود جذور الرياضات القطرية التقليدية إلى ثقافة الصحراء والبحر في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، والممتدة لآلاف السنوات.
منذ أواسط القرن العشرين، جلبت صناعة النفط والغاز معها ثروات جديدة، وتكنولوجيا متقدمة، وعندها أصبح استخدام الخيول العربية، والإبل، والطيور الجارحة، والكلاب السلوقية للصيد، وقوارب صيد السمك واللؤلؤ التقليدية (المحامل)، بمثابة تقاليد معرضة لخطر الاندثار.
وبعد أن نالت قطر استقلالها عن بريطانيا عام 1971، انطلقت جهودها لإحياء هذه التقاليد المهددة بالاندثار، واضطلعت العائلة الحاكمة، بقيادة سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، ولي العهد ورئيس الوزراء آنذاك، بدور رائد في هذه الجهود.
ومن خلال المعارض والمهرجانات، تحتفي قطر اليوم بهذه التقاليد بشكل منتظم، مما يجذب المعجبين من المنطقة والعالم.
عام 1975 وبموجب مرسوم أميري، تأسس نادي السباق والفروسية في قطر. ينظِّم النادي سباقات وعروض الخيول العربية الأصيلة، ويُشجّع أفضل الممارسات في مجال العناية بالخيول وتدريبها وتربيتها، لضمان استمرار إرث الخيول العربية.
ومن الإنجازات البارزة في عالم سباقات الخيل العربية، كأس قطر العالمي للخيل العربية الأصيلة، وهو سباق مرموق يقام في لونغشامب بفرنسا، يبلغ طوله 2000 متر ومخصص للخيول الغربية الأصيلة. وفي عامي 2009 و2010، فاز بالكأسين نيل كالان على صهوة جواده "جنرال" الذي وُلِد في أم قرن وتعود ملكيته للشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني. ويُعتبر "جنرال" الجواد الأنجح في هذا السباق الأشهر في العالم، مما يبرز تميز وشهرة الخيول العربية الأصيلة القطرية على الساحة العالمية.
ولا يقتصر إحياء الرياضات التقليدية في قطر على تكريم الماضي فحسب، بل يشمل أيضاً الاحتفاء بالحاضر وبث الإلهام في المستقبل. ومن خلال الحفاظ على هذه الممارسات القديمة، تظهر قطر فخرها بثقافتها وارتباطها القوي بجذورها. ومع تزايد احتراف هذه الرياضات واستمرارها في اكتساب الاهتمام العالمي، فإنها تسلط الضوء على تراث قطر الفريد وقدرتها على تحقيق التوازن بين التقاليد القديمة والحياة الحديثة.
واليوم، ما تزال أصوات حوافر الخيول وأخفاف الجمال وأجنحة الصقور مسموعة في قطر. وتستمر هذه الرياضات، ذات الجذور العميقة، في إثارة إعجاب الناس وإلهامهم. وبفضل تفاني الأفراد والمنظمات، أعيد إحياء الرياضات التقليدية في قطر، وواصلت ازدهارها، مما حافظ على روح شبه الجزيرة العربية حية للأجيال القادمة.
تحتضن قاعات 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والثقافي كأسين من بطولة كأس قطر العالمي للخيل العربية لعامي 2009 و2010. وهي بمثابة تذكير بالتزام قطر بالحفاظ على تقاليدها، مع التفوق في عالم الرياضة الحديث، واحتفاء بهذا الإنجاز والتراث الغني لسباقات الخيول العربية.
خطط لزيارة 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي ومشاهدة النفائس الرياضية التي يضمها.