TBC

إضاءة على قاعة عرض: لي التنين الصغير

17 يناير 2024

فريق القيمين الفنيين في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

يُعرف بروس لي على نطاق واسع بأنه الفنان القتالي الأكثر تأثيراً على الإطلاق، حيث ما يزال إرث "التنين الصغير" ملموساً في عوالم الفن والرياضة حتى يومنا هذا كما كان منذ عقود مضت.

المشاركة مع صديق

ولد بروس لي في كاليفورنيا ونشأ في هونج كونج، وأصبح أسطورة يستحضر اسمه صوراً لبعض أشهر أفلام الفنون القتالية في تاريخ السينما. ومع ذلك، ظل بروس لي ينظر إلى نفسه باعتباره محترِف فنون قتالية أولاً، قبل كونه ممثلاً ونجماً سينمائياً.

إلى جانب دراسة الفلسفة والرقص وتدريبات القوة، درس بروس لي فن "غونغ فو" التقليدي (والذي يُعرف أيضاً باسم "كونغ فو")، وعلى وجه التحديد نمط "وينغ تشون".

عام 1967، طوّر بروس لي أسلوباً وتقنيات وفلسفة قتالية خاصة به، استلهمها من فنون قتالية مختلفة. أطلق على هذا الأسلوب القتالي اسم "جيت كون دو"، أو "فنّ القبضة المعارِضة". يعتمد هذا الأسلوب على ثلاثة مبادئ أساسية: البساطة، والاقتصاد في الحركة، والحرية.

طور بروس لي العديد من التمارين القتالية باستخدام قفازات التركيز المعروضة أعلاه، حيث يلكم المتدربون القفازات، ويركلونها لتحسين السرعة والدقة. ومع أن استخدام أنواع مختلفة من قفازات التركيز دارج في عدد من الفنون القتالية في آسيا، فإن استخدامها على نطاق واسع لم يبدأ إلا في السبعينيات، والثمانينيات، بعد أن شوهد بروس لي وهو يستخدمها في التدريبات.

وبفضل حركاته القتالية الخاطفة وقدراته الرياضية وشخصيته الكاريزمية على الشاشة، حقّق نجاحاً سينمائياً عالمياً، وعزز شعبية الكونغ فو لدى الجمهور الغربي.

كان لفيلم أدخل التنين (1973) تأثير ثوري وطويل الأمد على الثقافة الأميركية. حيث كان أول فيلم يُنتج بجهد مشترك بين هوليوود وهونج كونج، مما قدّم أصدق صورة عن آسيا والفنون القتالية التي شهدها العالم حتى وقتها، خاصة في ضوء العديد من الأفلام التي بنيت على تداعيات حرب فيتنام في ذلك العقد من الزمن.

TBC

النسخة العربية الخاصة من قصص الرجل الإلكتروني المصورة التي خصصت لبروس لي، معروضة في قاعة الرياضيين في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي. الصورة بإذن من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي ©2024

أما العالم العربي فلم يكن أقل إعجاباً بنجم بروس لي الصاعد. حيث أثر فيلم "التنين الصغير" على المبدعين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لدرجة أن النسخة الخاصة باللغة العربية من قصص الرجل الإلكتروني المصورة خصصت بالكامل عن بروس لي.

ومع الازدياد الكبير في شعبية رياضة الكونغ فو في السبعينيات، ظهر بروس لي في قصص مصورة لا حصر لها في شتى أنحاء العالم، حيث رسم أسلوبه في الفنون القتالية معالم حركات، وقدرات الكثير من الأبطال الخارقة في القصص المصورة.

من المؤسف أن نجاح بروس لي لم يدم طويلاً، حيث توفي بشكل مأساوي بسبب مضاعفات طبية عن عمر ناهز 32 عاماً. وترك وراءه إرثاً من عبقرية الفنون القتالية وأكثر من 20 فيلماً. في عام 1999، صنفته مجلة تايم بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في القرن العشرين.

تُعرض قفازات التركيز الخاصة ببروس لي في قاعة الرياضيين في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، إلى جانب مقتنيات استثنائية أخرى من عالم الرياضة. خطط لزيارة المتحف والاطلاع على كافة مقتنياته الرائعة.