إضاءة على قاعة عرض: لعبة الغولف العريقة

يعود حب أوروبا للرياضة إلى آلاف السنين، حيث أسس اليونانيون القدماء الألعاب الأولمبية واحتفلوا بالألعاب الرياضية، بينما شكلت الرياضة في روما عرضاً جماهيرياً رائعاً، تركز على القتال بين المصارعين، وسباق العربات.

عند زيارة صالة عرض التاريخ العالمي للرياضة، سيستكشف الزوار كيف استخدم الأرستقراطيون في العصور الوسطى الرياضة للترفيه والتدريب العسكري، ولماذا أعطت الأعياد والمهرجانات للناس العاديين الفرصة للانغماس في حبهم للألعاب.

اختُرعَت الرياضة المنظمة وأعيد اختراعها من قبل مجتمعات مختلفة منذ عصر النهضة وحتى الثورة الصناعية، مما وصل بها في نهاية المطاف إلى شكلها الحالي.

وتتمتع رياضات الكرة تحديداً بأحد أطول السجلات التاريخية من بين جميع التخصصات الرياضية. حيث يعود تاريخ لعبة "كرة القدم" الصينية القديمة، "كوجو"، إلى عام 200 قبل الميلاد.

ويمكن القول إن تصنيف رياضة ما بصفتها "رياضة كرة"، يستلزم الاستناد إلى صفتين أساسيتين. أولاً:  أن تكون الكرة عنصراً أساسياً في هذه الرياضة. ثانياً: أن تُستخدم الكرة غالباً في تسجيل النقاط أو الأهداف. وبموجب هذا التعريف، تندرج تحته العديد من الفئات الفرعية لرياضات الكرة، مثل ألعاب المضرب والكرة مثل الكريكيت والبيسبول، أو رياضات المضرب مثل التنس والريشة.

واستناداً إلى التعريف السابق، يمكن تصنيف رياضة الغولف ضمن هذه الفئات الفرعية، وقد يكون أقرب تصنيف للعبة هو أنها رياضة المضرب والكرة، أي أنه على اللاعبين استخدام المضرب لضرب الكرة وتسجيل النقاط.

ما تزال الأصول الدقيقة للغولف محل خلاف، حيث تشير بعض النصوص القديمة باللغتين الهولندية واللاتينية إلى اللعبة في وقت مبكر من القرن السادس عشر. ومع ذلك، يتفق معظم الخبراء على أن هذه اللعبة نشأت في اسكتلندا.

كان للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وإنشاء نظام السكك الحديدية الاسكتلندي، دور مهم في تسهيل حركة السياحة الرياضية من إنجلترا وأجزاء أخرى من المملكة المتحدة، مما أدى إلى انتشار لعبة الغولف بشكل كبير.

تعود ملكية مضرب الغولف المعروض (أعلاه) إلى أحد أوائل الرجال الذين ارتبط اسمهم بلعب الغولف الاحترافي، وهو توم موريس. ينحدر موريس، المعروف باسم "رجل الغولف الكبير"، من منطقة فايف على الساحل الشرقي الاسكتلندي (موطن الغولف).

مارس توم موريس رياضة الغولف منذ طفولته، مستخدماً أي مواد متوفرة تشبه المضرب والكرة، وقد حقق بعض أفضل الإنجازات في تاريخ هذه الرياضة. ويشمل ذلك حصوله على المركز الثاني في النسخة الأولى من بطولة بريطانيا المفتوحة (1860) ويحمل الرقم القياسي لأكبر هامش انتصار في البطولة المفتوحة منذ حوالي 150 عاماً، ولم يكسره سوى تايجر وودز في عام 2000.

شارك موريس، في تطوير كرة الغولف، ولا سيما كرات "الريش" (في الصورة أعلاه) مع محترف غولف آخر في عصره، وهو صانع الكرات والمضارب آلان روبرتسون. وقد مرّت كرة غولف الحديثة بالعديد من المراحل للوصول إلى شكلها الحالي، ويشمل ذلك الكرات الخشبية، إلى الكرات المملوءة بشعر البقر، والمصبوبة من النسغ أو المطاط.

قطر ليست بمعزل عن عالم الغولف الرائع، حيث تستضيف بطولة قطر ماسترز المرموقة سنوياً منذ عام 1998، والتي تشهد تنافس أبرز لاعبي الغولف مثل الأسترالي آدم سكوت والجنوب إفريقي إيرني إلس بانتظام، مقدمين عروضاً لا تنسى لعشاق هذه الرياضة.

خطط لزيارة 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي ومشاهدة النفائس الرياضية التي يضمها.