يتجلى معرض "أولافور إلياسون: الصحراء تعانق الخيال" المفتوح للزوار حتى 15 أغسطس في موقعين: عرض داخل متحف قطر الوطني ومعرض خارجي بالقرب من محمية الذخيرة لغابة المنغروف الطبيعية. يدعو العرضان المتكاملان الزوار لرؤية عملية إنشاء الأعمال الفنية، ويدعوانهم للتأمل والتساؤل والمشاركة الفعالة في تشكيل محيطهم الخاص.
بالإضافة إلى المعرض المؤقت، قام إلياسون مؤخراً بتثبيت عمل فني دائم بعنوان "سفر الظلال في بحر النهار" في الصحراء شمال الزبارة، وهو يلهم الزوار بحركة الأرض من خلال تغيرات خفيفة في الضوء تحدث على مدار اليوم.
في هذه المقابلة، يناقش الفنان رؤيته ورحلة إنشاء الأعمال الفنية والتحديات والفرص المتعلقة بإقامة معارض خارجية كبيرة الحجم في بيئة قطر الفريدة.
س: هل بإمكانك مشاركتنا بعض التفاصيل حول نهجك في إنشاء أعمال فنية تركيبية خارجية خاصة بموقع محدد بشكل عام، وكيف استوعبت خصائص البيئة الصحراوية الفريدة في قطر على وجه الخصوص؟
إلياسون: كنت محظوظاً في طفولتي بقضاء إجازاتي الصيفية في استكشاف المناظر الطبيعية المتنوعة في أيسلندا. هذه التجارب الأساسية أدتني إلى فهم أن هذه البيئات، على الرغم من أنها قد تبدو قاحلة، لكنها في الواقع تضج بالحياة وتشكل بذاتها نظماً بيئية معقدة. هذه التجربة ألهمتني لفهم علاقتنا بالمناظر الطبيعية والطبيعة. لفهم تدفق الماء في النهر، على سبيل المثال، كنت أحاول أن أجري بنفس سرعة الماء حتى يبدو النهر كما لو أنه ثابت والمناظر الطبيعية من حوله تتحرك. أثناء التنزه في الطبيعة، حاولت قياس المسافة من خلال ملاحظة سرعة سقوط الماء على الشلالات.
بالنسبة لمعرض "الصحراء تعانق الخيال" في الذخيرة، ألهمتني فكرة إبداع أعمال فنية لا تُقَدَّم ببساطة في موقع طبيعي فحسب– في هذا المعرض، السبخة الرائعة وغابة المنغروف القريبة منها– وإنما تتجاوب وتتفاعل مع خصائص وعناصر الموقع، والظواهر الطبيعية المؤقتة هناك، مثل الرياح ومسار الشمس. بالنسبة لي، هذه العلاقة وهذا التفاعل هو ما يجعل الفن يتجسد ويتكوّن.