قوة الموسيقى

الموسيقى هي العمود المركزي للتركيب الفني "عقلي كما تراه، وعقلُكَ كما أراه"، حيث تركز على تدفق الأضواء وخلق جو جذاب ومليئ بالحيوية. المعرض عبارة عن رحلة بصرية وصوتية، ويسلط الضوء على الدور المهم الذي قامت الموسيقى بلعبه في مسيرة الفنانة بيبيلوتي ريست.

المشاركة مع صديق

أثناء اختيارها لموسيقى المعرض، ركّزت ريست على البحث عن تصميم الكوريغرافيا الصوتية لتغطي مجموعة واسعة من الأمزجة والمشاعر. نَتّج عن ذلك مجموعة من الأصوات المؤثرة إلى حد ما بالإضافة إلى أصوات محيطية أكثر، تاركة بعضاً من المساحة لتجلى للعيان مشاعر الزائر الفردية. أرادت ريست أيضاً أن تشير إلى تناقض المشاعر الإنسانية ولذلك فإن الموسيقى حزينة ورافعة في الوقت ذاته. هنا، تقوم الفنانة بمشاركة علاقتها المستمرة بالموسيقى وكيف اختارت الأعمال التابعة لـمعرض "عقلي كما تراه، وعقلُكَ كما أراه".

قائمة الموسيقى للمعرض

بيبيلوتي ريست: لطالما ساعدتني الموسيقى على الشعور بأنني أخفُّ وزناً، وهي ترفعني بعيداً عن رغبات ومخاوف الحياة اليومية. أستخدم الموسيقى بنفسي لأتجاوز المستويات الأخرى من الوعي لأحتفل بالحياة والمشاعر. غالباً ما تبدو الموسيقى وكأنها فقاعة تفكير جماعي حيث تذوب دقات قلبنا معاً.

كنت أستمع إلى الموسيقى وأذهب إلى الحفلات الموسيقية في بداية مراهقتي. إحدى أقدم صداقاتي مع مصمم الجرافيك توماس راينر نشأت في حب مشترك للموسيقى وكنت دائماً أقول مازحةً بأن شريك حياتي الذي سأختاره سوف يكون الشخص الوحيد الذي لديه أفضل اختيار موسيقي - وهكذا فعلت!

دفعني حبي للموسيقى إلى تصميم المسرحيات للفرق الموسيقية قبل وصولي لمرحلة اعتبار نفسي فنانة. صُمِّمَت أفلامي الأولى من فئة Super 8 وعروض الشرائح على المسرح لإلقاء الضوء على الموسيقيين. أردت أن أكون في خدمة الموسيقى. بطريقة ما، ما زلت أقوم بإنشاء مسارح موسيقية - باستثناء أن هناك زواراً الآن بدلاً من فرقة موسيقية.

وبينما أحببت أن أصنع الموسيقى بنفسي، كنت أعاني من حالة سيئة لرهبة المسرح. طلبت مني إحدى الفرق الموسيقية التي عملت معها أن أصعد إلى المسرح بالرغم من ذلك، فلذلك أصبحت عازفة جيتار، وعازفة فلوت، وعازفة طبلة، بالإضافة إلى مغنية لفرقة Les Reines Prochaines ("ملِكات المستقبل"). مع الأسف، لم تتحسن رهبة المسرح من خلال هذه الممارسات، فقررت التركيز على الموسيقى المسجلة وتركيبات الفيديو، وتعلمت كيفية مزج موسيقى 8 أقنية على الأقل. ظلت الموسيقى تمثّل نصف كل من جودة وتأثير تركيبات الغرف.

بطريقة ما، ما زلت أقوم بإنشاء مسارح موسيقية، باستثناء أن هناك زواراً الآن بدلاً من فرقة موسيقية.

بيبيلوتي ريست

ومن أجل اختيار الموسيقى لتركيباتي، قمت في الماضي بزيارة حفلات موسيقية وتحدثت فيها مع العديد من أصدقائي المحبين للموسيقى أو حتى المنتجين للموسيقى، وفي محادثاتنا جرّبت أن أتعاون مع العديد أمثال أندرس جوجيسبرج أو رولاند فيدمر. كانوا يوصونني بأشخاص آخرين أو تقنيات أخرى، وبالتالي كنت دائماً منخرطةً في الموسيقى، بما في ذلك الغناء والإنتاج.

انتقل بحثي إلى حد كبير إلى سبوتيفاي أو منصات أخرى عبر الإنترنت. أستمع بلا كلل وحتى في أوقات متأخرة من الليل، وأنشئ العديد من قوائم الموسيقى وأجري محادثات مباشرة مع الموسيقيين الذين أحبهم. تلعب الموسيقى بشكل شبه دائم في منزلي. وهكذا تعرّفت على عدد من الموسيقيين أمثال سورما أو كلاريسا بيطار، على سبيل المثال.

كما أنني أدرك المواهب الموجودة في محيطي القريب. لذلك عندما سمعت الموسيقي الشاب وعازف البيانو سيرافين بايداو وهو يتدرب على ألحانه، خطرت لي فكرة أن أصف له أفكاري حول تركيب الفيديو هذا. ارتجل سيرافين على البيانو واضعاً رؤيتي في الاعتبار وقمنا بتسجيله، وبمساعدة من مصمم الصوت رولاند فيدمر، ولدت القطعة الموسيقية.

لا يتعلق الأمر بنسيان مشاكلنا، بل يتعلق بإدخالها في بؤرة مختلفة حتى لا تتداخل في الدماغ.

بيبيلوتي ريست

أرغب دائماً في معرفة المزيد عن الخلفيات الثقافية للبلدان التي أعرض فيها. وأثناء التحضيرات للتركيب الفني المعروض في الدوحة، وجدت أن صوت العود خصوصاً هو إحدى العجائب ذات أصل عربي. لقد أُسِرت به على الفور. عندما بحثت عن عازفي العود، صادفت كلاريسا بيطار، موسيقية من لوس أنجلوس ذات أصول فلسطينية. لذلك بينما كنت أرغب بالفعل في دمج الموسيقى المحلية في قطعتي الموسيقية، كانت رؤيتي الفنية وتقديري للموسيقى هما الهدف الرئيسي. إنه ليس شيئاً أفعله بالعادة ولكني أظل منفتحةً له عندما أجد موسيقى تبهرني.

أريد أن تشعر تركيباتنا الفنية بأنها مساحة آمنة تسمح للناس بالاسترخاء. يسمح التركيز على شيء ما للدماغ بالتجدد، وتقديم شعور الإحياء هذا هو قوة الفن. لا يتعلق الأمر بنسيان مشاكلنا، بل يتعلق بإدخالها في بؤرة مختلفة حتى لا تتداخل في الدماغ. أريد للزوار أن يتخيّلوا عقول الآخرين وأن يتعمّقوا في تجربتهم الجمالية الخاصة بهم.

تود الفنانة أن تشكر نايكي دراير على تعاونها في هذا المقال.


يُقام معرض "عقلي كما تراه، وعقلُكَ كما أراه" في متحف قطر الوطني حتى تاريخ 30 أبريل 2024.